ثورة في جراحات العيون
يضطر أطباء العيون إلى اقتلاع عدسة العين المصابة بالمياه البيضاء Cataractواستبدالها بعدسة صناعية، أو استخدام النظارات، كي يعيدوا النظر إلى الإنسان. لكن علماء قسم الكيمياء العضوية في جامعة دسلدورف (غرب) أعلنوا عن قرب توصلهم إلى صناعة سائل صناعي يمكن أن يؤدي نفس مهمات السائل الطبيعي في عدسة العين.
ومعروف علميا أن عدسة العين الطبيعية تتكور وتتسطح كي يقوم السائل داخلها بعكس الصور الضوئية بأكمل صورة على الشبكية. ويؤدي تصلب سائل العدسة إلى حدوث حالة كدر العين ولا يبقى من مناص أمام الجراح غير إزالتها بعملية جراحية بسيطة. ويمكن لسائل يتمتع بنفس خواص السائل الطبيعي أن يخلق ثورة في جراحة العين.
وذكر البروفيسور هيلموت ريتر أمام 300 عالم من 33 دولة ان فريق عمله يعمل على عدة أنواع من السوائل الجلاتينية التي يمكن أن تحل محل سائل عدسة العين. وقال العالم في ندوة «المواد الجديدة في تقنية الطب» أن السائل المعني يتمتع بمواصفات مشابهة للسائل الطبيعي وأن جسم الإنسان لا يلفظه كمادة غريبة.
ويمكن للسائل الجديد أن يكون بديلا عن السيليكون الذي يستخدم لملء عدسة العين المصابة. وذكر ريتر أن السائل لا يسبب أية مضاعفات في حين أن السيليكون يسبب المتاعب المختلفة مثل الحساسية واختلال النظر. ويمكن «تفصيل» السائل حسب المواصفات الجسدية لكل إنسان، والمهم فيه أن من الممكن زرقه بحالة سائلة جدا عبر قناة غاية في الدقة ليثخن قوامه بعد ذلك ويؤدي دور سائل عدسة العين.
ويمكن لتخليص الإنسان، وخصوصا كبار السن، من كدر العين دون الحاجة إلى عمليات جراحية أن يعيد النظر بسهولة إلى الملايين. كما أن ثمن السائل رخيص ويمكن لأي طبيب أن يملأ به عدسة العين الفارغة داخل العيادة. ومن المؤمل أن يقلص السائل الجديد كلفة معالجة كدر العين بشكل ظاهر.